الجمعة، 11 مايو 2012

وداعًا .. !





مؤجلة كل أحلامي/ في ظروفٍ صنعها النسيان وأسكنها ذاكرة ممتلئة بـ الرّحيل ..

عَزِيزي:
كَان بِودي أن أبدأ رِسالتي إليك بالكَثِير من الشتائم / ألمي/حُزنك/ وجعي/عيناك
أنفاسك/همسي / بكائي/ صمتك / ضحكاتنا والسهر / الليل والقمر /
رَعشة الأصابع أنا وأنت وطفلًا أنجبناه عَلى الورق .. !

لكنّ الصُعود إلى رِسالتك لَم يَكن كَافيًا للهبوط إلي وَجعِي/ غضبي .. !

هُناك حُب كَفيل بقتلنا وُهناك حُب يُعطينا حَياة, حُبُّك كَان من النوع الأخِير
أنجبني صَفحة بَيضَاء وَسَقاها بِـ الكَثِير من الأمنيات ..
كنت طِفلة تَتسلق أحلامها على أطراف أناملك المُبللة بحبات العرق ..
أتذكر عندما سألتك بنفس البراءة لماذا تأتيني دائِمًا مُبلل فابتسمت لتخبرني
أن الجفاف لا يعرف إليك وطن فِي حضرة أنفاسي ..
كُنتَ دائِمًا تَحملني على كَتف الشَوق مُجبرًا إيايّ على الصُعود لأقطف من ثَورتك أحلامي ..
اليوم اليوم أدركت أنني اصطدمت بِـ سَقف غرفتي وأن أحلامي كَانت مُجرد كوكب لَا يسكنه إياي .

قَرأت رِسالتك عَشَرات المَرات وَفِي كُلِّ مَرةٍ أبتسم/ قَهرًا - قَسرًا ..
عِنْدَما تُدرك أنّ أمنيتك عَقيمة وَأنّ خَاصرتها مَصلُوبة عَلى جَناح الشَوق وَأنّ حُبُّكَ الذِي
كانَ يَكّبُرُ فِي أحشائك وهمًا رَسمته عَيناكَ عَلى جَسدٍ لا يُنجب إلا الموت ..
سَتدرك أنّ الصعود والهبوط لا يَربطهما سوى الضم وأنّ الكَسر خَريف تَتساقط فيهِ جميع الأحلام ..

يَا سَيدي ..
بعض الأماكن تشبهنا كثيرًا عتيقة كأرواحٍ أنجبت آلاف الحكايا ..
أتذكر تلك الرائحة الممتلئة بالحنين عندما جلسنا على طاولة زرقاء اللون كأحزاننا العتيقة
أتذكر عندما ارتشفنا الحب في كؤوسٍ ممتلئة بالوجع ..
لا تتذكر الكؤوس ولم تتذكر تلك الرائحة نسيتُ أنك كنت ترتدي نظارة سوداء
ترى الكؤس فارغة وتحجب رائحة الشوق/ الجنون/ الحب ..
يا سيدي/ لقد نسينا أحلامنا معلقة هناك على طاولة لا تنجب إلا الدمووع .. !
وَحده الزَمن كَفيل بأن يُضمد جُرح ذَاكرتي بِـ النِسيان .. !
إعذرني فأنا أنثى ..

قَيد: 1/ آيار/ 2012


هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله

تركتُ لكِ بريدًا ياولاء..


صحّة فطورك..



أسماء